بنت الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى يوضح مقومات نجاح بنت الاسلام في النهوض بأمتها باعتبارها مربية الاجيال
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف تستعد لشهر رمضان ؟

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بنت الاسلام
Admin
بنت الاسلام


المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 17/12/2010

كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Empty
مُساهمةموضوع: كيف تستعد لشهر رمضان ؟   كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Emptyالإثنين يوليو 04, 2011 7:33 am

كيف تستعد لشهر رمضان ؟ M0dy.net-406068_1266961445

كيف تستعد لشهر رمضان ؟؟

خالد الدرويش

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد :
جلسة تفكر وهدوء مع ورقة وقلم فكانت هذه الرسالة القصيرة التي بعنوان ( كيف يستعد المسلم لشهر رمضان ) .
أرجو من الله أن تكون هذه النصيحة بداية انطلاقة لكل مسلم نحو الخير والعمل الصالح بدءاً من هذا الشهر الكريم وإلى الأبد بتوفيق الله فهو الجواد الكريم المنان وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
قال تعالى ( فمن شهد منكم الشهر فليصمه ) .
كيف يستعد المسلم لشهر رمضان ؟؟

أولاً : الاستعداد النفسي والعملي لهذا الشهر الفضيل :
• ممارسة الدعاء قبل مجئ رمضان ومن الدعاء الوارد :
أ- ( اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ).
ب - ( اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلاً ) .

ملاحظة : لم تخرج الأدعية ضمن المطوية والأول ضعفه الألباني رحمه الله في ضعيف الجامع ( 4395 ) ولم يحكم عليه في المشكاة والثاني لم نجده في تخريجاته.

• نيات ينبغي استصحابها قبل دخول رمضان :
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه في الحديث القدسي ( إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا اكتبها له حسنة )
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر :
1. نية ختم القرآن لعدة مرات مع التدبر .
2. نية التوبة الصادقة من جميع الذنوب السالفة .
3. نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير والعمل الصالح وإلى الأبد بإذن الله .
4. نية كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذا الشهر ففيه تضاعف الأجور والثواب .
5. نية تصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة لجميع الناس .
6. نية العمل لهذا الدين ونشره بين الناس مستغلاً روحانية هذا الشهر .
7. نية وضع برنامج ملئ بالعبادة والطاعة والجدية بالإلتزام به .
• المطالعة الإيمانية : وهي عبارة عن قراءة بعض كتب الرقائق المختصة بهذا الشهر الكريم لكي تتهيأ النفس لهذا الشهر بعاطفة إيمانية مرتفعة .
• إقرأ كتاب لطائف المعارف ( باب وظائف شهر رمضان ) وسوف تجد النتيجة .
• صم شيئاً من شعبان فهو كالتمرين على صيام رمضان وهو الاستعداد العملي لهذا الشهر الفضيل تقول عائشة رضي الله عنها ( وما رأيته صلى الله عليه وسلم أكثر صياماً منه في شعبان ) .
• استثمر أخي المسلم فضائل رمضان وصيامه : مغفرة ذنوب ،عتق من النار ،فيه ليلة مباركة ، تستغفر لك الملائكة ،يتضاعف فيه الأجر والثواب ،أوله رحمة وأوسطه مغفرة ... الخ . استثمارك لهذه الفضائل يعطيك دافعاً نفسياً للاستعداد له .
• استمع إلى بعض الأشرطة الرمضانية قبل أن يهل هلاله المبارك .
• تخطيط : أ – استمع كل يوم إلى شريط واحد أو شريطين في البيت أو السيارة . ب- استمع إلى شريط ( روحانية صائم ) وسوف تجد النتيجة .
• قراءة تفسير آيات الصيام من كتب التفسير .
• ( اجلس بنا نعش رمضان ) شعار ما قبل رمضان وهو عبارة عن جلسة أخوية مع من تحب من أهل الفضل والعمل الصالح تتذاكر معهم كيف تعيش رمضان كما ينبغي ( فهذه الجلسة الإيمانية تحدث أثراً طيباً في القلب للتهيئة الرمضانية ) .
• تخصيص مبلغ مقطوع من راتبك أو مكافأتك الجامعية لهذا الشهر لعمل بعض المشاريع الرمضانية مثل :
1. صدقة رمضان .
2. كتب ورسائل ومطويات للتوزيع الخيري .
3. الاشتراك في مشروع إفطار صائم لشهر كامل 300 ريال فقط .
4. حقيبة الخير وهي عبارة عن مجموعة من الأطعمة توزع على الفقراء في بداية الشهر .
5. الذهاب إلى بيت الله الحرام لتأدية العمرة .
• تعلم فقه الصيام ( آداب وأحكام ) من خلال الدروس العلمية في المساجد وغيرها .
• حضور بعض المحاضرات والندوات المقامة بمناسبة قرب شهر رمضان .
• تهيئة من في البيت من زوجة وأولاد لهذا الشهر الكريم .( من خلال الحوار والمناقشة في كيفية الاستعداد لهذا الضيف الكريم – ومن حلال المشاركة الأخوية لتوزيع الكتيبات والأشرطة على أهل الحي فإنها وسيلة لزرع الحس الخيري والدعوي في أبناء العائلة ) .
________________________________________

ثانياً : الاستعداد الدعوي .
يستعد الداعية إلى الله بالوسائل التالية :
1. حقيبة الدعوة ( هدية الصائم الدعوية ) : فهي تعين الصائم وتهئ نفسه على فعل الخير في هذا الشهر .. محتويات هذه الحقيبة : كتيب رمضاني – مطوية – شريط جديد – رسالة عاطفية – سواك .... الخ .
2. تأليف بعض الرسائل والمطويات القصيرة مشاركة في تهيئة الناس لعمل الخير في الشهر الجزيل .
3. إعداد بعض الكلمات والتوجيهات الإيمانية والتربوية إعداداً جيداً لإلقائها في مسجد الحي .
4. التربية الأسرية من خلال الدرس اليومي أو الأسبوعي .
5. توزيع الكتيب والشريط الإسلامي على أهل الحي والأحياء المجاورة .
6. دارية الحي الرمضانية فرصة للدعوة لا تعوض .
7. استغلال الحصص الدراسية للتوجيه والنصيحة للطلاب .
8. طرح مشروع إفطار صائم أثناء التجمعات الأسرية العامة والخاصة .
9. الاستفادة من حملات العمرة من خلال الاستعداد لها دعوياً وثقافياً .
10. التعاون الدعوي مع المؤسسات الإسلامية .
• أخي الداعي : عليك بجلسات التفكر والإعداد للوسائل الجديدة أو تطوير الوسائل القديمة ليكون شهر رمضان بداية جديدة لكثير من الناس .
________________________________________

ثالثاً : مشروع مثمر لليوم الواحد من رمضان ( برنامج صائم ) :
قبل الفجر
1. التهجد قال تعالى ( أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذرُ الآخرة ويرجو رحمة ربه ) الزمر : 39
2. السحور : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( تسحروا فإن في السحور بركة ) متفق عليه .
3. الاستغفار إلى أذان الفجر قال تعالى ( وبالأسحار هم يستغفرون ) الذاريات :18 .
4. أداء سنة الفجر: قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ) رواه مسلم .
بعد طلوع الفجر
1. التبكير لصلاة الصبح قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً ) متفق عليه .
2. الانشغال بالذكر والدعاء حتى إقامة الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة ) رواه أحمد والترمذي وأبو داود .
3. الجلوس في المسجد للذكر وقراءة القرآن إلى طلوع الشمس : ( أذكار الصباح ) فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس . رواه مسلم .
4. صلاة ركعتين : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) رواه الترمذي .
5. الدعاء بأن يبارك الله في يومك : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اللهم إني أسألك خير ما في هذا اليوم فتحه ونصره ونوره وبركته وهداه وأعوذ بك من شر ما فيه وشر ما بعده ) رواه أبو داود .
6. النوم مع الاحتساب فيه : قال معاذ رضي الله عنه إني لأحتسب نومتي كما احتسب قومتي .
7. الذهاب إلى العمل أو الدراسة قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ما أكل أحد طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده ) رواه البخاري .
8. الانشغال بذكر الله طوال اليوم : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليس يتحسر أهل الجنة إلا على ساعة مرت بهم ولم يذكروا الله تعالى فيها ) رواه الطبراني .
9. صدقة اليوم : مستشعراً دعاء الملك : اللهم أعط منفقاً خلفاً .
الظهر
1. صلاة الظهر في وقتها جماعة مع التبكير إليها : قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( إن رسول الله علمنا سنن الهدى وإن من سنن الهدى الصلاة في المسجد الذي يؤذن فيه ) رواه مسلم .
2. أخذ قسط من الراحة مع نية صالحة ( وإن لبدنك عليك حقاً ) .
العصر
1. صلاة العصر مع الحرص على صلاة أربع ركعات قبلها : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً ) رواه أبو داود والترمذي .
2. سماع موعظة المسجد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من غدا إلى المسجد لا يريد إلا أن يتعلم خيراً أو يعلمه الناس كان له كأجر حاج تاماً حجته ) رواه الطبراني .
3. الجلوس في المسجد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من توضأ في بيته فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد فهو زائر الله وحق على الموزر أن يكرم الزائر ) رواه الطبراني بإسناد جيد .
المغرب
1. الانشغال بالدعاء قبل الغروب قال النبي صلى الله عليه وسلم (ثلاثة لا ترد دعوتهم وذكر منهم الصائم حتى يفطر ) أخرجه الترمذي .
2. تناول وجبة الافطار مع الدعاء ( ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله تعالى ) رواه أبو داود .
3. أداء صلاة المغرب جماعة في المسجد مع التبكير إليها .
4. الجلوس في المسجد لأذكار المساء
5. الاجتماع مع الأهل وتدارس ما يفيد : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( وإن لزوجك عليك حقاً ) .
6. الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح .
العشاء
1. صلاة العشاء جماعة في المسجد مع التبكير إليها .
2. صلاة التراويح كاملة مع الإمام قال النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) رواه البخاري ومسلم .
3. تأخير صلاة الوتر إلى آخر الليل : قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً ) متفق عليه .
برنامج مفتوح
زيارة ( أقارب . صديق . جار ) ممارسة النشاط الدعوي الرمضاني . مطالعة شخصية . مذاكرة ثنائية ( أحكام . آداب . سلوك .. الخ ) درس عائلي . تربية ذاتية . حضور مجلس الحي .
مع الحرص على الأجواء الإيمانية واقتناص فرص الخير في هذا الشهر الكريم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .

scratch cheers study
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamgirl.forumalgerie.net
بنت الاسلام
Admin
بنت الاسلام


المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 17/12/2010

كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Empty
مُساهمةموضوع: تحميل كتاب لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي    كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Emptyالثلاثاء يوليو 05, 2011 6:25 pm

كيف تستعد لشهر رمضان ؟ M0dy.net-406068_1266961445

لمن اراد تحميل كتاب لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي يتفضل من هنا من خلال هذا الرابط

http://www.islamhouse.com/p/2116

مطالعة مفيدة للجميع study study study



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamgirl.forumalgerie.net
بنت الاسلام
Admin
بنت الاسلام


المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 17/12/2010

كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف تستعد لشهر رمضان ؟   كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Emptyالثلاثاء يوليو 05, 2011 6:30 pm

وظائف شهر شعبان من كتاب لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف للحافظ ابن رجب الحنبلي .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،

ويشتمل على مجالس:
المجلس الأول في صيامه
المجلس الثاني في ذكر نصف شعبان
المجلس الثالث: في صيام آخر شعبان


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المجلس الأول في صيامه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خرّج الإمام أحمد والنسائي من حديث أسامة بن زيد قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم الأيام يَسْرُد حتى نقول لا يفطر، ويفطر الأيام حتى لا يكاد يصوم إلا يومين من الجمعة إن كانا في صيامه، وإلا صامهما، ولم يكن يصوم من الشهور ما يصوم من شعبان. فقلت: يا رسول الله، إنك تصوم لا تكاد تفطر، وتفطر حتى لا تكاد تصوم إلا يومين إن دخلا في صيامك وإلا صمتهما؟ قال: أي يومين؟ قلت: يوم الإثنين ويوم الخميس. قال: ذانك يومان تُعْرض فيهما الأعمال على رب العالمين، وأحب أن يعرض عملي وأنا صائم. قلت: ولم أرك تصوم من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين عز وجل، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)).
قد تضمن هذا الحديث ذكر صيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من جميع السنة، وصيامه من أيام الأسبوع، وصيامه من شهور السنة، فأما صيامه من السنة فكان يَسْرُد الصومَ أحيانًا والفطرَ أحيانًا، فيصوم حتى يقال: لا يفطر، ويفطر حتى يقال: لا يصوم.
وقد روى ذلك أيضا عائشة وابن عباس وأنس وغيرهم، ففي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم))، وفيهما عن ابن عباس قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم إذا صام حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر، ويفطر إذا فطر حتى يقول القائل: لا والله لا يصوم))، وفيهما عن أنس أنه سئل عن صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ((ما كنت أحب أن أراه من الشهر صائما إلا رأيته، ولا مفطرا إلا رأيته، ولا من الليل قائما إلا رأيته، ولا نائما إلا رأيته))، ولمسلم عنه قال: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى يقال: قد صام قد صام، ويفطر حتى يقال: قد أفطر قد أفطر)).
وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينكر على من يسرد صوم الدهر ولا يفطر منه ويخبر عن نفسه: أنه لا يفعل ذلك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
ففي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ((أتصوم النهار وتقوم الليل؟ قال: نعم. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأنام، وأمس النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني))، وفيهما عن أنس: أن نفرا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال بعضهم: لا أتزوج النساء وقال بعضهم: لا آكل اللحم، وقال بعضهم: لا أنام على فراش، فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فخطب وقال: ((ما بال أقوام يقولون كذا وكذا، لكني أصلي وأنام، وأصوم وأفطر، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)) وخرّجه النسائي وزاد فيه: وقال بعضهم: أصوم ولا أفطر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
وفي مسند الإمام أحمد عن رجل من الصحابة قال: ((ذكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- مولاة لبني عبد المطلب أنها قامت الليل وتصوم النهار. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: لكني أنا أنام وأصلي وأصوم وأفطر، فمن اقتدى بي فهو مني، ومن رغب عن سنتي فليس مني، إن لكل عمل شرّة وفترة، فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل، ومن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى))، وفي المسند وسنن أبي داود عن عائشة -رضي الله عنها- أن عثمان بن مظعون أراد التبتل، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أترغب عن سنتي؟ قال: لا والله ولكن سنتك أريد. قال: فإني أنام وأصلي وأصوم وأفطر وأنكح النساء، فاتق الله يا عثمان، فإن لأهلك عليك حقا، وإن لضيفك عليك حقا، وإن لنفسك عليك حقا، فصم وأفطر وصل ونم)).
وقد قال عكرمة وغيره: إن عثمان بن مظعون وعلي بن أبي طالب والمقداد وسالما مولى أبي حذيفة في جماعة تبتلوا، فجلسوا في البيوت، واعتزلوا النساء، وحرموا طيبات الطعام واللباس إلا ما يأكل ويلبس أهل السياحة من بني إسرائيل وهموا بالاختصاء، وأجمعوا لقيام الليل، وصيام النهار، فنزلت فيهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [المائدة: 87] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

وفي صحيح البخاري أن سلمان زار أبا الدرداء، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد آخى بينهما فرأى أم الدرداء متبذّلة فقال لها: ما شأنك متبذّلة؟ فقالت: إن أخاك أبا الدرداء لا حاجة له في الدنيا، فلما جاء أبو الدرداء قرّب له طعاما، قال له: كل، قال إني صائم. فقال: ما أنا بآكل حتى تأكل، فأكل. فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء ليقوم، فقال له سلمان: نم، ثم ذهب ليقوم، فقال له: نم. فلما كان من آخر الليل، قال سلمان: قم الآن. فقاما فصليا، فقال سلمان: إن لنفسك عليك حقا، وإن لضيفك عليك حقا، وإن لأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه. فأتيا النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكرا ذلك له. فقال: ((صدق سلمان)). وفي رواية في غير الصحيح قال: ((ثكلت سلمان أمه، لقد أشبع من العلم))، وهكذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو بن العاص، لما كان يصوم الدهر فنهاه، وأمره أن يصوم صوم داود، يصوم يوما ويفطر يوما، وقال له: ((لا أفضل من ذلك)). وقد ورد النهي عن صيام الدهر والتشديد فيه، وهذا كله يدل على أن أفضل الصيام ألا يستدام، بل يعاقب بينه وبين الفطر. وهذا هو الصحيح من قول العلماء. وهو مذهب أحمد وغيره، وقيل لعمر: إن فلانا يصوم الدهر، فجعل يقرع رأسه بقناة معه، ويقول: "كل يا دهر كل يا دهر". خرجه عبد الرزاق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
الحكمة في النهي عن صيام الدهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
وقد أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى الحكمة في ذلك من وجوه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
منها: قوله -صلى الله عليه وسلم- في صيام الدهر: ((لا صام ولا أفطر)) يعني أنه لا يجد مشقة الصيام، ولا فقد الطعام والشراب والشهوة؛ لأنه صار الصيام له عادة مألوفة، فربما تضرر بتركه، فإذا صام تارة وأفطر أخرى حصل له بالصيام مقصوده بترك هذه الشهوات وفي نفسه داعية إليها، وذلك أفضل من أن يتركها ونفسه لا تتوق إليها.
ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم- في حق داود عليه السلام: ((كان يصوم يوما ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى)) يشير إلى أنه كان لا يضعفه صيامه عن ملاقاة عدوه، ومجاهدته في سبيل الله؛ ولهذا روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لأصحابه يوم الفتح وكان في رمضان: ((إن هذا يوم قتال فافطروا))، وكان عمر إذا بعث سرية قال لهم: "لا تصوموا فإن التَّقَوِّي على الجهاد أفضل من الصوم".
فأفضل الصيام ألا يضعف البدن حتى يعجز عما هو أفضل منه من القيام بحقوق الله تعالى أو حقوق عباده اللازمة، فإن أضعف عن شيء من ذلك مما هو أفضل منه كان تركه أفضل.
فالأول: مثل أن يضعف الصيام عن الصلاة، أو عن الذكر، أو عن العلم، كما قيل في النهي عن صيام الجمعة ويوم عرفة بعرفة: إنه يضعف عن الذكر والدعاء في هذين اليومين، وكان ابن مسعود يقل الصوم ويقول: "إنه يمنعني من قراءة القرآن، وقراءة القرآن أحب إليّ، فقراءة القرآن أفضل من الصيام"، نص عليه سفيان الثوري، وغيره من الأئمة.
وكذلك تعلم العلم النافع وتعليمه أفضل من الصيام، وقد نص الأئمة الأربعة على أن طلب العلم أفضل من صلاة النافلة، والصلاة أفضل من الصيام المتطوع به، فيكون العلم أفضل من الصيام بطريق الأولى، فإن العلم مصباح يستضاء به في ظلمة الجهل والهوى، فمن سار في طريق على غير مصباح لم يأمن أن يقع في بئر بوار فيعطب. قال ابن سيرين: "إن قوما تركوا العلم واتخذوا محاريب فصلوا وصاموا بغير علم، والله ما عمل أحد بغير علم إلا كان ما يفسد أكثر مما يصلح".
والثاني: مثل أن يضعف الصيام عن الكسب للعيال، أو القيام بحقوق الزوجات، فيكون تركه أفضل، وإليه الإشارة بقوله -صلى الله عليه وسلم-: ((وإن لأهلك عليك حقا)).
ومنها: ما أشار إليه -صلى الله عليه وسلم- بقوله: ((إن لنفسك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه)) يشير إلى أن النفس وديعة لله عند ابن آدم، وهو مأمور أن يقوم بحقها، ومن حقها اللطف بها حتى توصل صاحبها إلى المنزل. قال الحسن: "نفوسكم مطاياكم إلى ربكم فأصلحوا مطاياكم توصلكم إلى ربكم، فمن وفى نفسه حظها من المباح بنية التَّقوِّي به على تقويتها على أعمال الطاعات كان مأجورا في ذلك"، كما قال معاذ بن جبل: "إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي"، ومن قصّر في حقها حتى ضعفت وتضررت كان ظالما لها، وإلى هذا أشار النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله لعبد الله بن عمرو بن العاص: ((إنك إذا فعلت ذلك نفهت له النفس وهجمت له العين))، ومعنى نفهت: كلّت وأعيت. ومعنى هجمت العين: غارت، وقال لأعرابي جاءه فأسلم، ثم أتاه من عام قابل، وقد تغيّر فلم يعرفه، فلما عرفه سأله عن حاله؟ قال: ((ما أكلت بعدك طعاما بنهار، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: ومن أمرك أن تعذب نفسك؟!))، فمن عذّب نفسه بأن حملها ما لا تطيقه من الصيام ونحوه، فربما أثّر ذلك في ضعف بدنه وعقله، فيفوته من الطاعات الفاضلة أكثر مما يحصل له بتعذيبه نفسه بالصيام.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتوسط في إعطاء نفسه حقها، ويعدل فيها غاية العدل، فيصوم ويفطر، ويقوم وينام، وينكح النساء، ويأكل مما يجد من الطيبات كالحلواء والعسل ولحم الدجاج، وتارة يجوع حتى يربط على بطنه الحجر، وقال: ((عرض عليّ ربي أن يجعل لي بطحاء مكة ذهبا فقلت: لا يا ربّ ولكن أجوع يوما وأشبع يوما فإذا جعت تضرّعت إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك))، فاختار لنفسه أفضل الأحوال ليجمع بين مقامي الشكر والصبر والرضا.
ومنها: ما أشار إليه بقوله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو: ((لعله أن يطول بك حياة)) يعني: أن من تكلف الاجتهاد في العبادة، فقد تحمله قوة الشباب ما دامت باقية، فإذا ذهب الشباب وجاء المشيب والكبر عجز عن حمل ذلك، فإن صابر وجاهد واستمر فربما هلك بدنه، وإن قطع فقد فاته أحبّ الأعمال إلى الله تعالى وهو المداومة على العمل؛ ولهذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((اكلفوا من العمل ما تطيقون، فوالله لا يمل الله حتى تملوا))، وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل)).
فمن عمل عملا يقوى عليه بدنه في طول عمره في قوته وضعفه استقام سيره، ومن حمل ما لا يطيق فإنه قد يحدث له مرض يمنعه من العمل بالكلية، وقد يسأم ويضجر فيقطع العمل فيصير كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، وأما صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- من الأيام -أعني أيام الأسبوع- فكان يتحرى صيام الإثنين والخميس، وكذا روي عن عائشة -رضي الله عنها-: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتحرى صيام الإثنين والخميس)) خرجه الإمام أحمد والنسائي وابن ماجه والترمذي وحسنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
وخرّج ابن ماجه من حديث أبي هريرة قال: ((كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم الإثنين والخميس فقيل: يا رسول الله، إنك تصوم الإثنين والخميس؟ فقال: إن يوم الإثنين والخميس يغفر الله فيهما لكل مسلم إلا مهتجرين فيقول: دعوهما حتى يصطلحا))، وخرجه الإمام أحمد، وعنده: ((أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان أكثر ما يصوم الإثنين والخميس فقيل له، قال: إن الأعمال تعرض كل إثنين وخميس فيغفر لكل مسلم أو لكل مؤمن إلا المتهاجرين فيقول: أخرهما))، وأخرجه الترمذي ولفظه قال: ((تعرض الأعمال يوم الإثنين ويوم الخميس فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم)). وروي موقوفا على أبي هريرة، ورجح بعضهم وقفه، وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة مرفوعا: ((تفتح أبواب الجنة يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجل كانت بينه وبين أخيه شحناء يقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا)). ويروى بإسناد فيه ضعف عن أبي أمامة مرفوعا: ((ترفع الأعمال يوم الإثنين ويوم الخميس فيغفر للمستغفرين، ويترك أهل الحقد بحقدهم))، وروى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله عز وجل: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18]. قال: يكتب كل ما تكلم به من خير وشر حتى أنه ليكتب قوله: أكلت وشربت وذهبت وجئت ورأيت حتى إذا كان يوم الخميس عرض قوله وعمله فأقر منه ما كان فيه من خير أو شر وألقي سائره فذلك قوله تعالى: {يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} [الرعد: 39]. خرجه ابن أبي حاتم وغيره.
فهذا يدل على اختصاص يوم الخميس بعرض الأعمال لا يوجد في غيره، وكان إبراهيم النخعي يبكي إلى امرأته يوم الخميس وتبكي إليه، ويقول: "اليوم تعرض أعمالنا على الله عز وجل".
فهذا عرض خاص في هذين اليومين غير العرض العام كل يوم، فإن ذلك عرض دائم كل يوم بكرة وعشيا، ويدل على ذلك ما في الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، فيجتمعون في صلاة الصبح وصلاة العصر، فيسأل الذين باتوا فيكم وهو أعلم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون: أتيناهم وهم يصلون، وتركناهم وهم يصلون))، وفي صحيح مسلم عن أبي موسى الأشعري قال: ((قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخمس كلمات فقال: إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه))، ويروى عن ابن مسعود قال: "إن مقدار كل يوم من أيامكم عند ربكم ثنتا عشرة ساعة، فتعرض عليه أعمالكم بالأمس أول النهار اليوم، فينظر فيها ثلاث ساعات". وذكر باقيه. كان الضحاك يبكي آخر النهار ويقول: "لا أدري ما رفع من عملي؟".
يا من عمله معروض على من يعلم السر وأخفى لا تبهرج فإن الناقد بصير. السقم على الجسم له ترداد والعمر ينقص والذنوب تزاد
ما أبعد شقتي وما لي زاد ما أكثر بهرجي ولي نقاد .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

وحديث أسامة فيه: ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا سرد الفطر يصوم الإثنين والخميس))، فدل على مواظبة النبي -صلى الله عليه وسلم- على صيامهما، وقد كان أسامة يصومهما حضرا وسفرا لهذا.
وفي مسند الإمام أحمد وسنن النسائي عن عبد الله بن عمرو ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أمره أن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر، فقال له: إني أقوى على أكثر من ذلك، قال: فصم من الجمعة يوم الإثنين والخميس، قال: إني أقوى على أكثر من ذلك قال: فصم صيام داود)).
وفي مسند الإمام أحمد من رواية عثمان بن رشيد حدثني أنس بن سيرين قال: "أتينا أنس بن مالك في يوم خميس فدعا بمائدته فدعاهم إلى الغداء، فأكل بعض القوم وأمسك بعض، ثم أتوه يوم الخميس ففعل مثلها فقال أنس: لعلكم أثنائيون لعلكم خميسيون كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم حتى يقال: لا يفطر، ويفطر حتى يقال: لا يصوم".
وظاهر هذا الحديث يخالف حديث أسامة، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما كان يصوم الإثنين والخميس إذا دخلا في صيامه، ولم يكن يتحرى صيامهما في أيام سرد فطره، ولكن عثمان بن رشيد ضعيف ضعفه ابن معين وغيره. وحديث أسامة أصح منه، وقد روي من حديث أم سلمة ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، أول خميس والإثنين والإثنين)) وفي رواية بالعكس الإثنين والخميس والخميس. وأكثر العلماء على استحباب صيام الإثنين والخميس، وروي كراهته عن أنس بن مالك من غير وجه عنه وكان مجاهد يفعله ثم تركه وكرهه. وكره أبو جعفر محمد بن علي صيام الإثنين، وكرهت طائفة صيام يوم معين كلما مر بالإنسان.
روي عن عمران بن حصين، وابن عباس والشعبي والنخعي، ونقله ابن القاسم عن مالك، وقال الشافعي في القديم "أكره ذلك. قال: وإنما أكرهه؛ لئلا يتأسى جاهل فيظن أن ذلك واجب قال: فإن فعل فحسن". يعني على غير اعتقاد الوجوب.
وأما صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- من أشهر السنة فكان يصوم من شعبان ما لا يصوم من غيره من الشهور. وفي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صياما منه في شعبان)) زاد البخاري في رواية: ((كان يصوم شعبان كله))، ولمسلم في رواية: ((كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا)). وفي رواية النسائي عن عائشة قالت: ((كان أحب الشهور إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يصوم شعبان كان يصله برمضان)).
وعنها وعن أم سلمة قالتا: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان إلا قليلا، بل كان يصومه كله))، وعن أم سلمة قالت: ((ما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان))، وقد رجح طائفة من العلماء منهم ابن المبارك وغيره: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يستكمل صيام شعبان، وإنما كان يصوم أكثره، ويشهد له ما في صحيح مسلم عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: ((ما علمته -تعني النبي -صلى الله عليه وسلم- صام شهرا كله إلا رمضان))، وفي رواية له أيضا عنها قالت: ((ما رأيته صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان))، وفي رواية له أيضا: أنها قالت: ((لا أعلم نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قرأ القرآن كله في ليلة ولا صام شهرا كاملا غير رمضان))، وفي رواية له أيضا قالت: ((ما رأيته قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا متتابعا إلا رمضان) وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: ((ما صام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شهرا كاملا غير رمضان)) وكان ابن عباس يكره أن يصوم شهرا كاملا غير رمضان. وروى عبد الرزاق في كتابه عن ابن جريج عن عطاء قال: كان ابن عباس ينهى عن صيام الشهر كاملا ويقول: ليصمه إلا أياما. وكان ينهى عن إفراد اليوم كلما مر به وعن صيام الأيام المعلومة، وكان يقول: لا تصم أياما معلومة.
فإن قيل: فكيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخص شعبان بصيام التطوع فيه مع أنه قال: ((أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم))؟ فالجواب: أن جماعة من الناس أجابوا عن ذلك بأجوبة غير قوية لاعتقادهم أن صيام المحرم والأشهر الحرم أفضل من صيام شعبان، كما صرح به الشافعية وغيرهم. والأظهر خلاف ذلك وأن صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم. ويدل على ذلك ما خرجه الترمذي من حديث أنس ((سئل النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي الصيام أفضل بعد رمضان؟ قال: شعبان)). تعظيما لرمضان. وفي إسناده مقال. وفي سنن ابن ماجه: ((أن أسامة كان يصوم الأشهر الحرم فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: صم شوالا)) فترك الأشهر الحرم فكان يصوم شوالا حتى مات. وفي إسناده إرسال، وقد روي من وجه آخر يعضده. فهذا نص في تفضيل صيام شوال على صيام الأشهر الحرم، وإنما كان كذلك لأنه يلي رمضان من بعده، كما أن شعبان يليه من قبله، وشعبان أفضل لصيام النبي -صلى الله عليه وسلم- له دون شوال. فإذا كان صيام شوال أفضل من الأشهر الحرم، فلأن يكون صوم شعبان أفضل بطريق الأولى.
فظهر بهذا أن أفضل التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده، وذلك يلتحق بصيام رمضان لقربه منه، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، فيلتحق بالفرائض في الفضل وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده. فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة، فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعد منه، ويكون قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((أفضل الصيام بعد رمضان المحرم)) محمولا على التطوع المطلق بالصيام. فأما ما قبل رمضان وبعده فإنه يلتحق به في الفضل كما أن قوله في تمام الحديث ((وأفضل الصلاة بعد المكتوبة: قيام الليل)) إنما أريد به تفضيل قيام الليل على التطوع المطلق دون السنن الرواتب عند جمهور العلماء خلافا لبعض الشافعية. والله أعلم.
فإن قيل: فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أفضل الصيام صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما)) ولم يصم كذلك، بل كان يصوم سردا ويفطر سردا، ويصوم شعبان وكل اثنين وخميس؟
قيل: صيام داود الذي فضله النبي -صلى الله عليه وسلم- على الصيام، قد فسره النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر، بأنه صوم شطر الدهر وكان صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا جمع يبلغ صيام نصف الدهر أو يزيد عليه. وقد كان يصوم مع ما سبق ذكره يوم عاشوراء أو تسع ذي الحجة. وإنما كان يفرق صيامه ولا يصوم يوما ويفطر يوما؛ لأنه كان يتحرى صيام الأوقات الفاضلة. ولا يضر تفريق الصيام والفطر أكثر من يوم ويوم إذا كان القصد به التقوي على ما هو أفضل من الصيام من أداء الرسالة وتبليغها والجهاد عليها والقيام بحقوقها. فكان صيام يوم وفطر يوم يضعفه عن ذلك، ولهذا لما سئل النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أبي قتادة عمن يصوم يوما ويفطر يومين؟ قال: ((وددت أني طوقت ذلك)) وقد كان عبد الله بن عمرو بن العاص لما كبر يسرد الفطر أحيانا ليتقوى به على الصيام، ثم يعود فيصوم ما فاته محافظة على ما فارق عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- من صيام شطر الدهر، فحصل للنبي -صلى الله عليه وسلم- أجر صيام شطر الدهر وأزيد منه بصيامه المتفرق، وحصل له أجر تتابع الصيام بتمنيه لذلك، وإنما عاقه عنه الاشتغال بما هو أهم منه وأفضل. والله أعلم.
وقد ظهر بما ذكرناه وجه صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- لشعبان دون غيره من الشهور. وفيه معان أخر، وقد ذكر منها النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أسامة معنيين:
أحدهما: أنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، يشير -صلى الله عليه وسلم- إلى أنه لما اكتنفه شهران عظيمان: الشهر الحرام، وشهر الصيام اشتغل الناس بهما عنه، فصار مغفولا عنه. وكثير من الناس يظن أن صيام رجب أفضل من صيامه؛ لأنه شهر حرام، وليس كذلك. وروى ابن وهب قال: حدثنا معاوية بن صالح عن أزهر بن سعد عن أبيه عن عائشة قالت: ((ذُكر لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ناس يصومون رجبا؟ فقال: فأين هم عن شعبان)).
وفي قوله: ((يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان)) إشارة إلى أن بعض ما يشتهر فضله من الأزمان أو الأماكن أو الأشخاص قد يكون غيره أفضل منه، إما مطلقا أو لخصوصية فيه لا يتفطن لها أكثر الناس فيشتغلون بالمشهور عنه، ويفوتون تحصيل فضيلة ما ليس بمشهور عندهم.
وفيه: دليل على استحباب عمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة، وأن ذلك محبوب لله عز وجل، كما كان طائفة من السلف، يستحبون إحياء ما بين العشاءين بالصلاة ويقولون: هي ساعة غفلة، وكذلك فضل القيام في وسط الليل لمشمول الغفلة لأكثر الناس فيه عن الذكر، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)) ولهذا المعنى كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يريد أن يؤخر العشاء إلى نصف الليل، وإنما علل ترك ذلك لخشية المشقة على الناس.
ولما خرج على أصحابه وهم ينتظرونه لصلاة العشاء قال لهم: ((ما ينتظرها أحد من أهل الأرض غيركم)) وفي هذا إشارة إلى فضيلة التفرد بذكر الله في وقت من الأوقات لا يوجد فيه ذاكر له، ولهذا ورد في فضل الذكر في الأسواق ما ورد من الحديث المرفوع والآثار الموقوفة حتى قال أبو صالح: "إن الله ليضحك ممن يذكره في السوق"، وسبب ذلك أنه ذكر في موطن الغفلة بين أهل الغفلة، وفي حديث أبي ذر المرفوع: ((ثلاثة يحبهم الله: قوم ساروا ليلتهم حتى إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به فوضعوا رؤوسهم، فقام أحدهم يتملقني ويتلو آياتي. وقوم كانوا في سرية فانهزموا فتقدم أحدهم فلقي العدو فصبر حتى قتل. وذكر أيضا قوما جاءهم سائل فسألهم فلم يعطوه فانفرد أحدهم حتى أعطاه سرا)). فهؤلاء الثلاثة انفردوا عن رفقتهم بمعاملة الله سرا بينهم وبينه فأحبهم الله، فكذلك من يذكر الله في غفلة الناس، أو من يصوم في أيام غفلة الناس عن الصيام.
وفي إحياء الوقت المغفول عنه بالطاعة فوائد:
منها: أنه يكون أخفى، وإخفاء النوافل وإسرارها أفضل، لا سيما الصيام فإنه سر بين العبد وربه. ولهذا قيل: إنه ليس فيه رياء. وقد صام بعض السلف أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يخرج من بيته إلى سوقه ومعه رغيفان فيتصدق بهما ويصوم، فيظن أهله أنه أكلهما ويظن أهل سوقه أنه أكل في بيته. وكانوا يستحبون لمن صام أن يظهر ما يخفي به صيامه، فعن ابن مسعود أنه قال: "إذا أصبحتم صياما فأصبحوا مدهنين". وقال قتادة: "يستحب للصائم أن يدهن حتى تذهب عنه غبرة الصيام". وقال أبو التياح: "أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم ادهن ولبس أحسن ثيابه".
ويروى أن عيسى ابن مريم عليه السلام قال: "إذا كان يوم صوم أحدكم فليدهن لحيته، وليمسح شفتيه من دهنه، حتى ينظر الناظر إليه فيرى أنه ليس بصائم".
اشتهر بعض الصالحين بكثرة الصيام، فكان يجتهد في إظهار فطره للناس حتى كان يقوم يوم الجمعة والناس مجتمعون في مسجد الجامع فيأخذ إبريقا فيضع بلبلته في فيه ويمصه ولا يزدرد منه شيئا، ويبقى ساعة كذلك لينظر الناس إليه، فيظنون أنه يشرب الماء، وما يدخل إلى حلقه منه شيء.
كم يستر الصادقون أحوالهم! وريح الصدق ينم عليهم، ريح الصيام أطيب من ريح المسك، تستنشقه قلوب المؤمنين وإن خفي، وكلما طالت عليه المدة ازداد قوة ريحه.

كم أكتم حبكم عن الأغيار والدمع يذيع في الهوى أسراري
كم أستركم هتكتمُ أسراري من يخفي في الهوى لهيب النار

ما أسر أحد سريرة إلا ألبسه الله رداءها علانية

وهبني كتمت السر أو قلت غيره أتخفى على أهل القلوب السرائر
أبى ذاك أن السر في الوجه ناطق وأن ضمير القلب في العين ظاهر

ومنها: أنه أشقُّ على النفوس، وأفضل الأعمال أشقها على النفوس، وسبب ذلك أن النفوس تتأسى بما تشاهده من أحوال أبناء الجنس، فإذا كثرت يقظة الناس وطاعاتهم كثر أهل الطاعة لكثرة المقتدين بهم فسهلت الطاعات، وإذا كثرت الغفلات وأهلها تأسى بهم عموم الناس، فيشقُّ على نفوس المتيقظين طاعاتهم لقلة من يقتدون بهم فيها، ولهذا المعنى قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((للعامل منهم أجر خمسين منكم، إنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون)).
وقال -صلى الله عليه وسلم-: ((بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء)) وفي رواية: ((قيل: ومن الغرباء؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس)). وفي صحيح مسلم من حديث معقل بن يسار عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((العبادة في الهرج كالهجرة إليَّ)). وخرجه الإمام أحمد ولفظه: ((العباد في الفتنة كالهجرة إليَّ)).
وسبب ذلك أن الناس في زمن الفتن يتبعون أهواءهم ولا يرجعون إلى دين فيكون حالهم شبيها بحال الجاهلية، فإذا انفرد من بينهم من يتمسك بدينه، ويعبد ربه ويتبع مراضيه ويجتنب مساخطه، كان بمنزلة من هاجر من بين أهل الجاهلية إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا به، متبعا لأوامره، مجتنبا لنواهيه.
ومنها: أن المفرد بالطاعة بين أهل المعاصي والغفلة قد يدفع به البلاء عن الناس كلهم، فكأنه يحميهم ويدافع عنهم. وفي حديث ابن عمر الذي رويناه في جزء ابن عرفة مرفوعا: ((ذاكر الله في الغافلين كالذي يقاتل عن الفارين، وذاكر الله في الغافلين كالشجرة الخضراء في وسط الشجر الذي تحاتَّ ورقه من الصريد -والصريد: البرد الشديد- وذاكر الله في الغافلين يغفر الله له بعدد كل رطب ويابس، وذاكر الله في الغافلين يعرف مقعده في الجنة)). قال بعض السلف: "ذاكر الله في الغافلين كمثل الذي يحمي الفئة المنهزمة، ولولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس".
رأى جماعة من المتقدمين في منامهم كأن ملائكة نزلت إلى بلاد شتى، فقال بعضهم لبعض: اخسفوا بهذه القرية، فقال بعضهم: كيف نخسف بها وفلان فيها قائم يصلي؟
ورأى بعض المتقدمين في منامه من ينشد ويقول:

لولا الذين لهم ورد يصلونا وآخرون لهم سرد يصومونا
لدكدكت أرضكم من تحتكم سَحَرًا لأنكم قوم سوء ما تطيعونا

وفي مسند البزار عن أبي هريرة مرفوعا: ((مهلا عن الله مهلا فلولا عباد ركع وأطفال رضع وبهائم رتع لصب عليكم العذاب صبا)) ولبعضهم في المعنى:

لولا عباد للإله ركع وصبية من اليتامى رضع
ومهملات في الفلاة رتع صب عليكم العذاب الموجع .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــ

وقد قيل في تأويل قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ} [البقرة: 251] إنه يدخل فيها دفعه عن العصاة بأهل الطاعة، وجاء في الآثار: "إن الله يدفع بالرجل الصالح عن أهله وولده وذريته ومن حوله". وفي بعض الآثار يقول الله عز وجل: "أحب العباد إليَّ المتحابون بجلالي المشاؤون في الأرض بالنصيحة، المشاؤون على أقدامهم إلى الجمعات" وفي رواية: "المعلقة قلوبهم بالمساجد والمستغفرون بالأسحار، فإذا أردت إنزال عذاب بأهل الأرض فنظرت إليهم صرفت العذاب عن الناس". وقال مكحول: "ما دام في الناس خمسة عشر يستغفر كل منهم الله كل يوم خمسًا وعشرين مرة لم يهلكوا بعذاب عامة" والآثار في هذا المعنى كثيرة جدا، وقد روي في صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- شعبان معنى آخر وهو أنه تنسخ فيه الآجال، فروي بإسناد فيه ضعف عن عائشة قالت: ((كان أكثر صيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شعبان. فقلت: يا رسول الله أرى أكثر صيامك في شعبان؟ قال: إن هذا الشهر يكتب فيه لملك الموت من يقبض، فأنا لا أحب أن ينسخ اسمي إلا وأنا صائم)) وقد روي مرسلا وقيل: إنه أصح.
وفي حديث آخر مرسل: ((تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له ولقد خرج اسمه في الموتى)).
وروي في ذلك معنى آخر وهو: (أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام وربما أخر ذلك حتى يصوم شعبان)) رواه ابن أبي ليلى عن أخيه عيسى عن أبيهما عن عائشة رضي الله عنها، خرجه الطبراني ورواه غيره وزاد: ((قالت عائشة: فربما أردت أن أصوم فلم أطق حتى إذا صام صمت معه))، وقد يشكل على هذا ما في صحيح مسلم عن عائشة قالت: ((كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم ثلاثة أيام من كل شهر لا يبالي من أيه كان)) وفيه أيضا عنها قالت: ((ما علمته -تعني النبي -صلى الله عليه وسلم- صام شهرا كاملا إلا رمضان ولا أفطره كله حتى يصوم منه حتى مضى لسبيله)) وقد يجمع بينهما بأنه قد يكون صومه في بعض الشهور لا يبلغ ثلاثة أيام فيكمل ما فاته من ذلك في شعبان، أو أنه كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام مع الاثنين والخميس فيؤخر الثلاثة خاصة حتى يقضيها في شعبان مع صومه الاثنين والخميس.
وبكل حال فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- عمله ديمة، وكان إذا فاته شيء من نوافله قضاه، كما كان يقضي ما فاته من سنن الصلاة وما فاته من قيام الليل بالنهار، وكان إذا دخل شعبان وعليه بقية من صيام تطوع لم يصمه قضاه في شعبان حتى يستكمل نوافله بالصوم قبل دخول رمضان، فكانت عائشة حينئذ تغتنم قضاءه لنوافله فتقضي ما عليها من فرض رمضان حينئذ لفطرها فيه بالحيض، وكانت في غيره من الشهور مشتغلة بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فإن المرأة لا تصوم وبعلها شاهد إلا بإذنه، فمن دخل عليه شعبان وقد بقي عليه من نوافل صيامه في العام استحب له قضاؤها فيه حتى يكمل نوافل صيامه بين الرمضانين، ومن كان عليه شيء من قضاء رمضان وجب عليه قضاؤه بعد رمضان مع القدرة، ولا يجوز له تأخيره إلى ما بعد رمضان آخر لغير ضرورة، فإن فعل ذلك وكان تأخيره لعذر مستمر بين الرمضانين كان عليه قضاؤه بعد رمضان الثاني ولا شيء عليه مع القضاء، وإن كان ذلك لغير عذر. فقيل: يقضي ويطعم مع القضاء لكل يوم مسكينا، وهو قول مالك والشافعي وأحمد اتباعا لآثار وردت بذلك. وقيل: يقضي ولا إطعام عليه. وهو قول أبي حنيفة. وقيل: يطعم ولا يقضي وهو ضعيف.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد قيل: في صوم شعبان معنى آخر: وهو أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرَّن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط. ولما كان شعبان كالمقدمة لرمضان شرع فيه ما يشرع في رمضان من الصيام وقراءة القرآن ليحصل التأهب لتلقي رمضان، وترتاض النفوس بذلك على طاعة الرحمن.
وروينا بإسناد ضعيف عن أنس قال: "كان المسلمون إذا دخل شعبان أكبوا على المصاحف، فقرؤوها وأخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان"، وقال سلمة بن كهيل: "كان يقال شهر شعبان شهر القراء". وكان حبيب بن أبي ثابت إذا دخل شعبان قال: "هذا شهر القراء"، وكان عمرو بن قيس الملائي إذا دخل شعبان أغلق حانوته وتفرغ لقراءة القرآن، قال الحسن بن سهل: "قال شعبان: يا رب جعلتني بين شهرين عظيمين فما لي؟ قال: جعلت فيك قراءة القرآن".
يا من فرط في الأوقات الشريفة وضيَّعها وأودعها الأعمال السيئة وبئس ما استودعها:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

مضى رجب وما أحسنت فيه وهذا شهر شعبان المبارك
فيا من ضيع الأوقات جهلا بحرمتها أفق واحذر بوارك
فسوف تفارق اللذات قهرا ويخلي الموت كرها منك دارك
تدارك ما استطعت من الخطايا بتوبة مخلص واجعل مدارك
على طلب السلامة من جحيم فخير ذوي الجرائم من تدارك
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ
يتبع بإذن الله.
رد مع اقتباس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamgirl.forumalgerie.net
بنت الاسلام
Admin
بنت الاسلام


المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 17/12/2010

كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف تستعد لشهر رمضان ؟   كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Emptyالثلاثاء يوليو 05, 2011 6:31 pm

المجلس الثاني في ذكر نصف شعبان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أخرج الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم من حديث العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى رمضان)) وصححه الترمذي وغيره. واختلف العلماء في صحة هذا الحديث ثم في العمل به: فأما تصحيحه فصححه غير واحد منهم الترمذي وابن حبان والحاكم والطحاوي وابن عبد البر، وتكلم فيه من هو أكبر من هؤلاء وأعلم، وقالوا: هو حديث منكر، منهم عبد الرحمن بن مهدي والإمام أحمد وأبو زرعة الرازي والأثرم.
وقال الإمام أحمد: لم يرو العلاء حديثا أنكر منه، ورده بحديث: ((لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين)) فإن مفهومه جواز التقدم بأكثر من يومين. وقال الأثرم: الأحاديث كلها تخالفه. يشير إلى أحاديث صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- شعبان كله ووصله برمضان، ونهيه عن التقدم على رمضان بيومين، فصار الحديث حينئذ شاذا مخالفا للأحاديث الصحيحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

وقال الطحاوي: هو منسوخ. وحكى الإجماع على ترك العمل به. وأكثر العلماء على أنه لا يعمل به، وقد أخذ به آخرون منهم الشافعي وأصحابه، ونهوا عن ابتداء التطوع بالصيام بعد نصف شعبان لمن ليس له عادة، ووافقهم بعض المتأخرين من أصحابنا، ثم اختلفوا في علة النهي، فمنهم من قال: خشية أن يزاد في صيام رمضان ما ليس منه. وهذا بعيد جدا فيما بعد النصف، وإنما يحتمل هذا في التقدم بيوم أو يومين، ومنهم من قال: النهي للتقوي على صيام رمضان شفقة أن يضعفه ذلك عن صيام رمضان، وروي ذلك عن وكيع.
ويرد هذا صيام النبي -صلى الله عليه وسلم- شعبان كله أو أكثره ووصله برمضان. هذا كله في الصيام بعد نصف شعبان.
فأما صيام يوم النصف منه فغير منهي عنه، فإنه من جملة أيام البيض الغر المندوب إلى صيامها من كل شهر. وقد ورد الأمر بصيامه من شعبان بخصوصه، ففي سنن ابن ماجه بإسناد ضعيف عن علي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((إذا كان ليلة نصف شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها، فإن الله تعالى ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا، فيقول: ألا مستغفر لي فأغفر له، ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلى فأعافيه، ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر)).
وفي فضل ليلة نصف شعبان أحاديث أخر متعددة، وقد اختلف فيها فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها، وخرجه في صحيحه، ومن أمْثَلِها حديث عائشة قالت: ((فقدت النبي -صلى الله عليه وسلم- فخرجت فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء فقال: أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله؟ فقلت: يا رسول الله! ظننت أنك أتيت بعض نسائك. فقال:إن الله تبارك وتعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب)) خرجه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه. وذكر الترمذي عن البخاري أنه ضعفه، وخرج ابن ماجه من حديث أبي موسى عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله ليطلع ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن)) وخرج الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((إن الله ليطلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده إلا اثنين: مشاحن أو قاتل نفس)) وخرجه ابن حبان في صحيحه من حديث معاذ مرفوعا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

ويروى من حديث عثمان بن أبي العاص مرفوعا: ((إذا كان ليلة النصف من شعبان نادى مناد: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ فلا يسأل أحد شيئا إلا أعطيه إلا زانية بفرجها أو مشركا)). وفي الباب أحاديث أخر فيها ضعف، ويروى عن نوف البكالي أن عليا رضي الله عنه خرج ليلة النصف من شعبان فأكثر الخروج فيها ينظر إلى السماء فقال: إن داود عليه السلام خرج ذات ليلة في مثل هذه الساعة، فنظر إلى السماء فقال: إن هذه الساعة ما دعا الله أحد إلا أجابه، ولا استغفره أحد في هذه الليلة إلا غفر له ما لم يكن عشارا أو ساحرا أو شاعرا أو كاهنا أو عريفا أو شرطيا أو جابيا أو صاحب كوبة أو عرطبة. قال نوف: الكوبة الطبل والعرطبة: الطنبور، اللهم رب داود اغفر لمن دعاك في هذه الليلة، ولمن استغفرك فيها.
وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام كخالد بن معدان ومكحول ولقمان بن عامر وغيرهم يعظمونها، ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها، وقد قيل: إنه بلغهم في ذلك آثار إسرائيلية، فلما اشتهر ذلك عنهم في البلدان اختلف الناس في ذلك. فمنهم من قبله منهم ووافقهم على تعظيمها منهم طائفة من عبَّاد أهل البصرة وغيرهم. وأنكر ذلك أكثر علماء الحجاز منهم عطاء وابن أبي مليكة. ونقله عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن فقهاء أهل المدينة وهو قول أصحاب مالك وغيرهم. وقالوا: ذلك كله بدعة. واختلف علماء أهل الشام في صفة إحيائها على قولين:
أحدهما: أنه يستحب إحياؤها جماعة في المساجد. كان خالد بن معدان ولقمان بن عامر وغيرهما يلبسون فيها أحسن ثيابهم، ويتبخرون ويكتحلون ويقومون في المسجد ليلتهم تلك. ووافقهم إسحاق بن راهويه على ذلك. وقال في قيامها في المساجد جماعةً: ليس ذلك ببدعة. نقله عنه حرب الكرماني في مسائله.
والثاني: أنه يكره الاجتماع فيها في المساجد للصلاة والقصص والدعاء. ولا يكره أن يصلي الرجل فيها بخاصة نفسه. وهذا قول الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم وعالمهم، وهذا هو الأقرب إن شاء الله تعالى.
وقد روي عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى عامله إلى البصرة: عليك بأربع ليال من السنة، فإن الله يفرغ فيهن الرحمة إفراغا، أول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وليلة الفطر، وليلة الأضحى. وفي صحته عنه نظر.
وقال الشافعي: بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب، ونصف شعبان، قال: واستُحِب كل ما حكيت في هذه الليالي. ولا يعرف للإمام أحمد كلام في ليلة نصف شعبان. ويخرج في استحباب قيامها عنه روايتان من الروايتين عنه في قيام ليلة العيد، فإنه في رواية لم يستحب قيامها جماعةً. لأنه لم ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه. واستحبها في رواية لفعل عبد الرحمن بن يزيد بن الأسود لذلك وهو من التابعين. فكذلك قيام ليلة النصف من شعبان لم يثبت فيها شيء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه، وثبت فيها عن طائفة من التابعين من أعيان فقهاء أهل الشام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
وروي عن كعب قال: إن الله تعالى يبعث ليلة النصف من شعبان جبريل عليه السلام إلى الجنة فيأمرها أن تتزين ويقول: إن الله تعالى قد أعتق في ليلتك هذه عدد نجوم السماء، وعدد أيام الدنيا ولياليها، وعدد ورق الشجر، وزنة الجبال، وعدد الرمال.
وروى سعيد بن منصور: حدثنا أبو معشر عن أبي حازم ومحمد بن قيس عن عطاء بن يسار قال: "ما من ليلة بعد ليلة القدر أفضل من ليلة النصف من ليلة النصف من شعبان، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا، فيغفر لعباده كلهم إلا لمشرك أو مشاحن أو قاطع رحم".
فيا من أعتق فيها من النار هنيئا لك هذه المنحة الجسيمة. ويا أيها المردود فيها جبر الله مصيبتك، فإنها مصيبة عظيمة.

بكيت على نفسي وحق لي البكا وما أنا من تضييع عمري في شك
لئن قلت إني في صنيعي محسن فإني في قولي لذلك ذو إفك
ليالي شعبان وليلة نصفه بأية حال قد تنزل لي صكي
وحقي لعمري أن أديم تضرعي لعل إله الخلق يسمح بالفك

فينبغي للمؤمن أن يتفرغ في تلك الليلة لذكر الله تعالى ودعائه بغفران الذنوب، وستر العيوب، وتفريج الكروب، وأن يقدم على ذلك التوبة، فإن الله تعالى يتوب فيها على من يتوب.

فقم ليلة النصف الشريف مصليا فأشرف هذا الشهر ليلة نصفه
فكم من فتى قد بات في النصف غافلا آمنا وقد نسخت فيه صحيفة حتفه
فبادر بفعل الخير قبل انقضائه وحاذر هجوم الموت فيه بصرفه
وصم يومها لله واحسن رجاءه لتظفر عند الكرب منه بلطفه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

ويتعين على المسلم أن يجتنب الذنوب التي تمنع من المغفرة، وقبول الدعاء في تلك الليلة وقد روي: أنها: الشرك، وقتل النفس، والزنا. وهذه الثلاثة أعظم الذنوب عند الله عز وجل كما في حديث ابن مسعود المتفق على صحته أنه ((سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندا وهو خلقك. قال: ثم أي؟ قال: أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك. قال: ثم أي؟ قال: أن تزاني حليلة جارك)) فأنزل الله تعالى تصديق ذلك: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ} الآية [الفرقان: 68].
ومن الذنوب المانعة من المغفرة أيضا الشحناء وهي حقد المسلم على أخيه بغضا له لهوى نفسه. وذلك يمنع أيضا من المغفرة في أكثر أوقات المغفرة والرحمة كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((تفتح أبواب الجنة يوم الاثنين والخميس، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا إلا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء، فيقول: أنظروا هذين حتى يصطلحا)) وقد فسر الأوزاعي هذه الشحناء المانعة بالذي في قلبه شحناء لأصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-. ولا ريب أن هذه الشحناء أعظم جرما من مشاحنة الأقران بعضهم بعضا، وعن الأوزاعي أنه قال: "المشاحن كل صاحب بدعة فارق عليها الأمة"، وكذا قال ابن ثوبان: "المشاحن هو التارك لسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- الطاعن على أمته، السافك دماءهم. وهذه الشحناء -أعني شحناء البدعة- توجب الطعن على جماعة المسلمين، واستحلال دمائهم وأموالهم وأعراضهم، كبدع الخوارج والروافض ونحوهم".
فأفضل الأعمال سلامة الصدر من أنواع الشحناء كلها، وأفضلها السلامة من شحناء أهل الأهواء والبدع التي تقتضي الطعن على سلف الأمة، وبغضهم والحقد عليهم، واعتقاد تكفيرهم، أو تبديعهم وتضليلهم، ثم يلي ذلك سلامة القلب من الشحناء لعموم المسلمين، وإرادة الخير لهم، ونصيحتهم، وأن يحب لهم ما يحب لنفسه. وقد وصف الله تعالى المؤمنين عموما بأنهم يقولون: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
وفي المسند عن أنس ((أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال لأصحابه ثلاثة أيام: يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فيطلع رجل واحد. فاستضافه عبد الله بن عمرو، فنام عنده ثلاثا لينظر عمله، فلم ير له في بيته كبير عمل. فأخبره بالحال فقال له: هو ما ترى، إلا أني أبيت وليس في قلبي شيء على أحد من المسلمين. فقال عبد الله: بهذا بلغ ما بلغ)).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي سنن ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو قال: قيل: يا رسول الله أي الناس أفضل؟ قال: مخموم القلب صدوق اللسان، قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد)) قال بعض السلف: "أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس والنصيحة للأمة، وبهذه الخصال بلغ من بلغ، لا بكثرة الاجتهاد في الصوم والصلاة".
إخواني! اجتنبوا الذنوب التي تحرم العبد مغفرة مولاه الغفار في مواسم الرحمة والتوبة والاستغفار، أما الشرك: فإنه {مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ} [المائدة: 72].
وأما القتل فلو اجتمع أهل السماوات وأهل الأرض على قتل رجل مسلم بغير حق لأكبهم الله جميعا في النار، وأما الزنا فحذار حذار من التعرض لسخط الجبار، الخلق كلهم عبيد الله وإماؤه، والله تعالى يغار، لا أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، فمن أجل ذلك حرم الفواحش، وأمر بغض الأبصار، وأما الشحناء فيا من أضمر لأخيه السوء، وقصد له الإضرار: {لَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} [إبراهيم: 42] يكفيك حرمان المغفرة في أوقات مغفرة الأوزار.

خاب عبد بارز المو لى بأسباب المعاصي
ويحه مما جناه لم يخف يوم القصاص
يوم فيه ترعد الأقـ دام من شيب النواصي
لي ذنوب في ازدياد وحياة في انتقاص
فمتى أعمل ما أعـ لم لي فيه خلاصي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
وقد روي عن عكرمة وغيره من المفسرين في قوله تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4] أنها ليلة النصف من شعبان، والجمهور على أنها ليلة القدر، وهو الصحيح. وقال عطاء بن يسار: "إذا كان ليلة النصف من شعبان دفع إلى ملك الموت صحيفة، فيقال: اقبض من في هذه الصحيفة، فإن العبد ليغرس الغراس، وينكح الأزواج، ويبني البنيان، وإن اسمه قد نسخ في الموتى ما ينتظر به ملك الموت إلا أن يؤمر به، فيقبضه".
يا مغرورا بطول الأمل، يا مسرورا بسوء العمل، كن من الموت على وجل، فما تدري متى يهجم الأجل.
كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ

قال بعض السلف: "كم من مستقبل يوما لا يستكمله، ومن مؤمل غدا لا يدركه، إنكم لو رأيتم الأجل ومسيره، لأبغضتم الأمل وغروره".

أؤمل أن أخلد والمنايا تدور علي من كل النواحي
وما أدري وإن أمسيت يوما لعلي لا أعيش إلى الصباح

وكم ممن راح في طلب الدنيا أو غدا أصبح من سكان القبور غدا

كأنك بالمضي إلى سبيلك وقد جد المجهز في رحيلك
وجيء بغاسل فاستعجلوه بقولهم له افرغ من غسيلك
ولم تحمل سوى كفن وقطن إليهم من كثيرك أو قليلك
وقد مد الرجال إليك نعشا فأنت عليه ممدود بطولك
وصلوا ثم إنهم تداعوا لحملك من بكورك أو أصيلك
فلما أسلموك نزلت قبرا ومن لك بالسلامة في نزولك
أعانك يوم تدخله رحيم رؤوف بالعباد على دخولك
فسوف تجاور الموتى طويلا فذرني من قصيرك أو طويلك
أخيَّ لقد نصحتك فاستمع لي وبالله استعنت على قبولك
ألست ترى المنايا كل حين تصيبك في أخيك وفي خليلك



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamgirl.forumalgerie.net
بنت الاسلام
Admin
بنت الاسلام


المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 17/12/2010

كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف تستعد لشهر رمضان ؟   كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Emptyالثلاثاء يوليو 05, 2011 6:31 pm

المجلس الثالث: في صيام آخر شعبان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
ثبت في الصحيحين عن عمران بن حصين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ((قال لرجل: هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا؟ قال: لا. قال: فإذا أفطرت فصم يومين)) وفي رواية للبخاري أظنه يعني رمضان. وفي رواية لمسلم وعلقها البخاري: ((هل صمت من سرر شعبان شيئا)) وفي رواية: ((فإذا أفطرت من رمضان فصم يومين مكانه)) وفي رواية: ((يوما أو يومين)) شك شعبة وروي: ((من سرار هذا الشهر)) وقد اختلف في تفسير السرار. والمشهور أنه آخر الشهر. يقال: سِرار الشهر، وسَراره بكسر السين وفتحها. ذكره ابن السكيت وغيره. وقيل: إن الفتح أفصح، قاله الفراء. وسمي آخر الشهر سرارا: لاستسرار القمر فيه. وممن فسر السرار بآخر الشهر أبو عبيد وغيره من الأئمة. وكذلك بوَّب عليه البخاري صيام آخر الشهر، وأشكل هذا على كثير من العلماء. فإن في الصحيحين أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لا تقدموا رمضان بيوم أو يومين إلا من كان يصوم صوما فليصمه)).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فقال كثير من العلماء كأبي عبيد ومن تابعه كالخطابي وأكثر شراح الحديث: "إن هذا الرجل الذي سأله النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعلم أن له عادة بصيامه أو كان قد نذره. فلذلك أمره بقضائه". وقالت طائفة: "حديث عمران يدل على أنه يجوز صيام يوم الشك وآخر شعبان مطلقا، سواء وافق عادة أو لم يوافق. وإنما ينهى عنه إذا صامه بنية الرمضانية احتياطا". وهذا مذهب مالك وذكر أنه القول الذي أدرك عليه أهل العلم حتى قال محمد بن مسلمة من أصحابه: "يكره الأمر بفطره لئلا يعتقد وجوب الفطر قبل الشهر، كما وجب بعده".
وحكى ابن عبد البر هذا القول عن أكثر علماء الأمصار، وذكر محمد بن ناصر الحافظ أن هذا هو مذهب أحمد أيضا، وغلط في نقله هذا عن أحمد. ولكن يشكل على هذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقوله: ((إلا من كان يصوم صوما فليصمه)) وقد ذكر الشافعي في كتاب مختلف الحديث احتمالا في معنى قوله: ((إلا من كان يصوم صوما فليصمه)) وفي رواية: ((إلا أن يوافق ذلك صوما كان يصومه أحدكم)) أن المراد بموافقة العادة صيامه على عادة الناس في التطوع بالصيام دون صيامه بنية الرمضانية للاحتياط.
وقالت طائفة: سر الشهر: أوله. وخرج أبو داود في باب تقدم رمضان من حديث معاوية أنه قال: إني متقدم الشهر فمن شاء فليتقدم، فسئل عن ذلك فقال سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((صوموا الشهر وسره)) ثم حكى أبو داود عن الأوزاعي وسعيد بن عبد العزيز: أن سر الشهر أوله. قال أبو داود: "وقال بعضهم: سره وسطه". وفرّق الأزهري بين سرار الشهر وسره فقال: "سراره وسرره آخره، وسره وسطه، وهي أيام البيض، وسر كل شيء جوفه". وفي رواية لمسلم في حديث عمران بن حصين المذكور: ((هل صمت من سرة هذا الشهر؟)) وفسر ذلك: بأيام البيض. قلت: لا يصح أن يفسر سرر الشهر وسراره بأوله، لأن أول الشهر يشتهر فيه الهلال، ويرى من أول الليل، ولذلك سمي الشهر شهرا لاشتهاره وظهوره، فتسمية ليالي الاشتهار ليالي السرار قلب للغة والعرف. وقد أنكر العلماء ما حكاه أبو داود عن الأوزاعي منهم الخطابي وروى بإسناده عن الوليد عن الأوزاعي قال: "سر الشهر: آخره" وقال الهروي: "المعروف أن سر الشهر آخره"، وفسر الخطابي حديث معاوية: ((صوموا الشهر وسره)) بأن المراد بالشهر الهلال، فيكون المعنى صوموا أول الشهر وآخره. فلذلك أمر معاوية بصيام آخر الشهر. قلت: لما روى معاوية: ((صوموا الشهر وسره)) وصام آخر الشهر علم أنه فسر السر بالآخر. والأظهر أن المراد بالشهر شهر رمضان كله، والمراد بسره آخر شعبان كما في رواية البخاري في حديث عمران، أظنه يعني رمضان وأضاف السرر إلى رمضان، وإن لم يكن منه كما سمي رمضان شهر عيد وإن كان العيد ليس منه، لكنه يعقبه. فدل حديث عمران وحديث معاوية على استحباب صيام آخر شعبان، وإنما أمر بقضائه في أول شوال لأن كلا من الوقتين صيام يلي شهر رمضان، فهو ملتحق برمضان في الفضل، فمن فاته ما قبله صامه فيما بعده، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصوم شعبان وندب إلى صيام شوال.
وإنما يشكل على هذا حديث أبي هريرة رضي الله عنه في نهي النبي -صلى الله عليه وسلم- عن تقدم رمضان بيوم أو يومين إلا من له عادة أو من كان يصوم صوما. وأكثر العلماء على أنه نهى عن التقدم إلا من كانت له عادة بالتطوع فيه وهو ظاهر الحديث. ولم يذكر أكثر العلماء في تفسيره بذلك اختلافا وهو الذي اختاره الشافعي في تفسيره، ولم يرجح ذلك الاحتمال المتقدم.
وعلى هذا فيرجح حديث أبي هريرة على حديث عمران، فإن حديث أبي هريرة فيه نهي عام للأمة عموما فهو تشريع عام للأمة، فيعمل به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأما حديث عمران فهي قضية عين في حق رجل معين، فيتعين حمله على صورة صيام لا ينهى عن التقدم به جمعا بين الحديثين. وأحسن ما حمل عليه: أن هذا الرجل الذي سأله النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد علم منه -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصوم شعبان أو أكثره موافقة لصيام النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان قد أفطر فيه بعضَه، فسأله عن صيام آخره، فلما أخبره أنه لم يصم آخره أمره بأن يصوم بدله بعد يوم الفطر، لأن صيام أول شوال كصيام آخر شعبان، وكلاهما حريم لرمضان.
وفيه دليل على استحباب قضاء ما فات من التطوع بالصيام، وأن يكون في أيام مشابهة للأيام التي فات فيها الصيام في الفضل، وفيه دليل على أنه يجوز لمن صام شعبان أو أكثره أن يصله برمضان من غير فصل بينهما.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فصيام آخر شعبان له ثلاثة أحوال:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحدها: أن يصومه بنية الرمضانية احتياطا لرمضان، فهذا منهي عنه وقد فعله بعض الصحابة وكأنهم لم يبلغهم النهي عنه، وفرق ابن عمر بين يوم الغيم والصحو في يوم الثلاثين من شعبان، وتبعه الإمام أحمد.
والثاني: أن يصام بنية النذر أو قضاء عن رمضان أو عن كفارة ونحو ذلك، فجوزه الجمهور ونهى عنه من أمر بالفصل بين شعبان ورمضان بفطر يوم مطلقا، وهم طائفة من السلف. وحكي كراهته أيضا عن أبي حنيفة والشافعي وفيه نظر.
والثالث: أن يصام بنية التطوُّع المطلق، فكرهه من أمر بالفصل بين شعبان ورمضان بالفطر، منهم الحسن وإن وافق صوما كان يصومه، ورخص فيه مالك ومن وافقه، وفرق الشافعي والأوزاعى وأحمد وغيرهم بين أن يوافق عادة أو لا، وكذلك يفرق بين من تقدم صيامه بأكثر من يومين ووصله برمضان فلا يكره أيضا إلا عند من كره الابتداء بالتطوع بالصيام بعد نصف شعبان فإنه ينهى عنه إلا أن يبتدئ الصيام قبل النصف ثم يصله برمضان.
وفي الجملة فحديث أبي هريرة هو المعمول به في هذا الباب عند كثير من العلماء، وأنه يكره التقدم قبل رمضان بالتطوع بالصيام بيوم أو يومين لمن ليس له به عادة، ولا سبق منه صيام قبل ذلك في شعبان متصلا بآخره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولكراهة التقدم ثلاثة معان:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
أحدها: أنه على وجه الاحتياط لرمضان، فينهى عن التقدم قبله لئلا يزاد في صيام رمضان ما ليس منه، كما نهي عن صيام يوم العيد لهذا المعنى، حذرا مما وقع فيه أهل الكتاب في صيامهم، فزادوا فيه بآرائهم وأهوائهم. وخرج الطبراني وغيره عن عائشة رضي الله عنه قالت: "إن ناسا كانوا يتقدمون الشهر فيصومون قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- فأنزل الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [الحجرات: 1] قالت عائشة: إنما الصوم صوم الناس، والفطر فطر الناس"، ومع هذا فكان من السلف من يتقدم للاحتياط. والحديث حجة عليه، ولهذا نهي عن صيام يوم الشك، قال عمار: "من صامه فقد عصى أبا القاسم -صلى الله عليه وسلم-". ويوم الشك هو اليوم الذي يشك فيه هل هو من رمضان أو غيره. فكان من المتقدمين من يصومه احتياطا، ورخص فيه بعض الحنفية للعلماء في أنفسهم خاصة دون العامة، لئلا يعتقدوا وجوبه بناء على أصلهم في أن صوم رمضان يجزئ بنية الصيام المطلق والنفل، ويوم الشك هو الذي تحدث برؤيته من لم يقبل قوله.
فأما يوم الغيم فمن العلماء من جعله يوم شك ونهى عن صيامه، وهو قول الأكثرين. ومنهم من صامه احتياطا وهو قول ابن عمر، وكان الإمام أحمد يتابعه على ذلك. وعنه في صيامه ثلاث روايات مشهورات ثالثها لا يصام إلا مع الإمام وجماعة المسلمين لئلا يقع الافتيات عليهم والانفراد عنهم، وقال إسحاق: لا يصام يوم الغيم، ولكن يتلوَّم بالأكل فيه إلى ضحوة النهار خشية أن يشهد برؤيته، بخلاف حال الصحو فإنه يأكل فيه من غدوة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
والمعنى الثاني: الفصل بين صيام الفرض والنفل، فإن جنس الفصل بين الفرائض والنوافل مشروع، ولهذا حرم صيام يوم العيد، ونهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن توصل صلاة مفروضة بصلاة حتى يفصل بينهما بسلام أو كلام، وخصوصا سنة الفجر قبلها فإنه يشرع الفصل بينها وبين الفريضة. ولهذا يشرع صلاتها في البيت والاضطجاع بعدها، ولما ((رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- رجلا يصلي وقد أقيمت صلاة الفجر قال له: آلصبح أربعا)). وفي المسند: أنه -صلى الله عليه وسلم- قال: ((افصلوا بينها وبين المكتوبة ولا تجعلوها كصلاة الظهر)). وفي سنن أبي داود: ((أن رجلا صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما سلم قام يشفع، فوثب عليه عمر فأخذ بمنكبيه فهزه ثم قال: اجلس فإنه لم يهلك أهل الكتاب إلا أنه لم يكن لصلاتهم فصل فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- بصره فقال: أصاب الله بك يا ابن الخطاب)) ومن علل بهذا فمنهم من كره وصل صوم شعبان برمضان مطلقا، وروي عن ابن عمر قال: "لو صمت الدهر كله لأفطرت الذي بينهما"، وروي فيه حديث مرفوع لا يصح، والجمهور على جواز صيام ما وافق عادة لأن الزيادة إنما تخشى إذا لم يعرف سبب الصيام.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
والمعنى الثالث: أنه أمر بذلك للتقوِّي على صيام رمضان، فإن مواصلة الصيام قد تضعف عن صيام الفرض، فإذا حصل الفطر قبله بيوم أو يومين كان أقرب إلى التقوِّي على صيام رمضان، وفي هذا التعليل نظر. فإنه لا يكره التقدم بأكثر من ذلك، ولا لمن صام الشهر كله وهو أبلغ في معنى الضعف، لكن الفطر بنية التقوِّي لصيام رمضان حسن لمن أضعفه مواصلة الصيام كما كان عبد الله بن عمرو بن العاص يسرد الفطر أحيانا، ثم يسرد الصوم ليتقوَّى بفطره على صومه، ومنه قول بعض الصحابة: "إني أحتسب نومتي كما أحتسب قومتي". وفي الحديث المرفوع: ((الطاعم الشاكر كالصائم الصابر)) خرجه الترمذي وغيره. ولربما ظن بعض الجهال أن الفطر قبل رمضان يراد به اغتنام الأكل لتأخذ النفوس حظها من الشهوات قبل أن تمنع من ذلك بالصيام، ولهذا يقولون: هي أيام توديع للأكل، وتسمى تنحيسا واشتقاقه من الأيام النحسات، ومن قال: هو تنهيس بالهاء فهو خطأ منه ذكره ابن درستويه النحوي، وذكر أن أصل ذلك متلقًى من النصارى فإنهم يفعلونه عند قرب صيامهم، وهذا كله خطأ وجهل ممن ظنه، وربما لم يقتصر كثير منهم على اغتنام الشهوات المباحة، بل يتعدى إلى المحرمات وهذا هو الخسران المبين.
وأنشد لبعضهم:

إذا العشرون من شعبان ولت فواصل شرب ليلك بالنهار
ولا تشرب بأقداح صغار فإن الوقت ضاق على الصغار

وقال آخر:
جاء شعبان منذرا بالصيام فاسقياني راحا بماء الغمام

ومن كانت هذه حاله فالبهائم أعقل منه، وله نصيب من قوله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا } الآية [الأعراف: 179]. وربما تكره كثير منهم بصيام رمضان، حتى إن بعض السفهاء من الشعراء كان يسبُّه، وكان للرشيد ابن سفيه فقال مرة:

دعاني شهر الصوم لا كان من شهر ولا صمت شهرا بعده آخر الدهر
فلو كان يعديني الأنام بقدرة على الشهر لاستعديت جهدي على الشهر

فأخذه داء الصرع، فكان يصرع في كل يوم مرات متعددة، ومات قبل أن يدركه رمضان آخر. وهؤلاء السفهاء يستثقلون رمضان لاستثقالهم العبادات فيه من الصلاة والصيام. فكثير من هؤلاء الجهال لا يصلي إلا في رمضان إذا صام، وكثير منهم لا يجتنب كبائر الذنوب إلا في رمضان، فيطول عليه ويشقُّ على نفسه مفارقتها لمألوفها، فهو يعد الأيام والليالي ليعود إلى المعصية، وهؤلاء مصرُّون على ما فعلوا وهم يعلمون، فهم هلكى. ومنهم من لا يصبر على المعاصي فهو يواقعها في رمضان، وحكاية محمد بن هارون البلخي مشهورة قد رويت من وجوه. وهو أنه كان مصرا على شرب الخمر فجاء في آخر يوم من شعبان وهو سكران فعاتبته أمه وهي تسجر تنورا فحملها فألقاها في التنور فاحترقت. وكان بعد ذلك قد تاب وتعبَّد، فرؤي له في النوم أن الله قد غفر للحاج كلهم سواه، فمن أراد الله به خيرا حبَّب إليه الإيمان وزينه في قلبه، وكرَّه إليه الكفر والفسوق والعصيان فصار من الراشدين، ومن أراد به شرا خلى بينه وبين نفسه فاتبعه الشيطان، فحبَّب إليه الكفر والفسوق والعصيان فكان من الغاوين.
الحذر الحذر من المعاصي! فكم سلبت من نعم، وكم جلبت من نقم، وكم خربت من ديار، وكم أخلت ديارا من أهلها، فما بقي منهم ديار،كم أخذت من العصاة بالثار، كم محت لهم من آثار.

يا صاحب الذنب لا تأمن عواقبه عواقب الذنب تخشى وهي تنتظر
فكل نفس ستجزى بالذي كسبت كسبت وليس للخلق من ديانهم وزر

أين حال هؤلاء الحمقى من قوم كان دهرهم كله رمضان، ليلهم قيام ونهارهم صيام.
باع قوم من السلف جارية، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها، فسألتهم، فقالوا: نتهيأ لصيام رمضان فقالت: وأنتم لا تصومون إلا رمضان؟ لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان، ردوني عليهم.
وباع الحسن بن صالح جارية له، فلما انتصف الليل قامت فنادتهم: يا أهل الدار الصلاة الصلاة. قالوا: طلع الفجر؟ قالت: وأنتم لا تصلون إلا المكتوبة؟ ثم جاءت إلى الحسن فقالت: بعتني على قوم سوء لا يصلون إلا المكتوبة ردني ردني.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال بعض السلف: صم الدنيا واجعل فطرك الموت، الدنيا كلها شهر صيام المتقين، يصومون فيه عن الشهوات المحرمات، فإذا جاءهم الموت فقد انقضى شهر صيامهم واستهلوا عيد فطرهم.
وقد صمت عن لذات دهري كلها كلها ويوم لقاكم ذاك فطر صيامي

من صام اليوم عن شهواته أفطر عليها بعد مماته، ومن تعجَّل ما حرم عليه قبل وفاته عوقب بحرمانه في الآخرة وفواته، وشاهد ذلك قوله تعالى: {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا} الآية [الأحقاف: 20].
وقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة)) و ((من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة)).

أنت في دار شتات فتأهب لشتاتك
واجعل الدنيا كيوم صمته عن شهواتك
وليكن فطرك عند اللـ ـه في يوم وفاتك

في حديث مرفوع خرجه ابن أبي الدنيا: ((لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن يكون رمضان السنة كلها)) وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه بقدوم رمضان كما خرجه الإمام أحمد والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يبشر أصحابه يقول: ((قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم)). قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان.
كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان! كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران! كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشيطان! من أين يشبه هذا الزمان زمان!. وفي حديث آخر: ((أتاكم رمضان سيد الشهور، فمرحبا به وأهلا)).
جاء شهر الصيام بالبركات فأكرم به من زائر هو آت.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وروي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يدعو ببلوغ رمضان فكان إذا دخل شهر رجب يقول: ((اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان)) خرجه الطبراني وغيره من حديث أنس. وقال معلى بن الفضل: "كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم". وقال يحيى بن أبي كثير: "كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلا".
بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه، ويدل عليه حديث الثلاثة الذين استشهد اثنان منهم ثم مات الثالث على فراشه بعدهما، فرؤي في المنام سابقا لهما فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((أليس صلى بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامه؟! فوالذي نفسي بيده إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض)) خرجه الإمام أحمد وغيره.
من رحم في رمضان فهو المرحوم، ومن حرم خيره فهو المحروم، ومن لم يتزود فيه لمعاده فهو ملوم.

أتى رمضان مزرعة العباد لتطهير القلوب من الفساد
فأد حقوقه قولا وفعلا وزادك فاتخذه إلى المعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها تأوه نادما يوم الحصاد
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــ
يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة! يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة! من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح؟ من لم يقرب فيه من مولاه فهو على بعده لا يبرح.

أناس أعرضوا عنا بلا جرم ولا معنى
أساؤوا ظنهم فينا فهلا أحسنوا الظنا
فإن عادوا لنا عدنا وإن خانوا فما خنا
فإن كانوا قد استغنوا فإنا عنهم أغنا

كم ينادى حي على الفلاح وأنت خاسر! كم تدعى إلى الصلاح وأنت على الفساد مثابر!.

إذا رمضان أتى مقبلا فأقبل فبالخير يستقبل
لعلك تخطئه قابلا وتأتي بعذر فلا يقبل
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
كم ممن أمل أن يصوم هذا الشهر فخانه أمله فصار قبله إلى ظلمة القبر! كم من مستقبل يوما لا يستكمله! ومؤمل غدا لا يدركه! إنكم لو أبصرتم الأجل ومسيره لأبغضتم الأمل وغروره.
خطب عمر بن عبد العزيز آخر خطبة خطبها فقال فيها: "إنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدًى، وإن لكم معادا ينزل الله فيه للفصل بين عباده، فقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء، وحرم جنة عرضها السماوات والأرض. ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيرثها بعدكم الباقون كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين، وفي كل يوم تشيعون غاديا ورائحا إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله، فتودعونه وتدعونه في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد، قد خلع الأسباب وفارق الأحباب وسكن التراب وواجه الحساب، غنيا عما خلف، فقيرا إلى ما أسلف. فاتقوا الله عباد الله! قبل نزول الموت وانقضاء مواقيته، وإني لأقول لكم هذه المقالة وما أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم عندي، ولكني أستغفر الله وأتوب إليه"، ثم رفع طرف ردائه وبكى حتى شهق، ثم نزل فما عاد إلى المنبر بعدها حتى مات رحمة الله عليه.

يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شهر الصوم بعدهما فلا تصيره أيضا شهر عصيان
واتل القُران وسبح فيه مجتهدا فإنه شهر تسبيح وقرآن
واحمل على جسد ترجو النجاة له فسوف تضرم أجساد بنيران
كم كنت تعرف ممن صام في سلف سلف من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم حيا فما أقرب القاصي من الداني
ومعجب بثياب العيد يقطعها فأصبحت في غد أثواب أكفان
حتى متى يعمر الإنسان مسكنه مصير مسكنه قبر لإنسان
************************************************** ****
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamgirl.forumalgerie.net
بنت الاسلام
Admin
بنت الاسلام


المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 17/12/2010

كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Empty
مُساهمةموضوع: شهر رمضان   كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Emptyالثلاثاء يوليو 05, 2011 6:35 pm

كيف تستعد لشهر رمضان ؟ M0dy.net-406068_1266961445

سلف من الذنوب السالفة في الأيام الخالية.
قطعت شهور العام لهوا وغفلــة و لم تحترم فيما أتيـت المحـــرما
فلا رجبــــــــاً وافـيت فيـه بحقـــه و لا صمت شهر الصوم صوما متممــا
و لا في ليالي عشـــر ذي الحجة الذي مضى كنت قواما و لا كنت محرمـا
فهل لك أن تمحو الذنـوب بعبـرة وتبكــي عليهـا حسـرة و تندمـا
و تستقبـل العـام الجديـد بتوبـة لعلك أن تمحــو بها مــا تقدمــــا

شهر الحرام مبارك ميمون و الصوم فيه مضاعف مسنون
وثواب صائمة لوجه إلهه في الخلد عند مليكه مخـزون


و ممن صام الأشهر الحرم كلها ابن عمر و الحسن البصري و غيرهما
قال بعضهم : إنما هو غداء و عشاء فإن أخرت غداءك إلى عشائك أمسيت و قد كتبت في ديوان الصائمين .
وفيه يوم عظيم له فضل عظيم في الصحيحين [ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم صام يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم ـ يعني يوم عاشوراء ـ و هذا الشهر ـ يعني رمضان ].
و في مسند الإمام أحمد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : مر النبي صلى الله عليه و سلم بأناس من اليهود قد صاموا عاشوراء فقال : ما هذا من الصوم ؟ ! قالوا : هذا اليوم الذي نجى الله عز و جل موسى عليه السلام و بني إسرائيل من الغرق و غرق فيه فرعون و هذا يوم استوت فيه السفينة على الجودي فصام نوح و موسى عليهما السلام شكرا لله عز و جل فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أنا أحق بموسى و أحق بصوم هذا اليوم فأمر أصحابه بالصوم .
و في صحيح مسلم [ عن أبي قتادة أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن صيام عاشوراء ؟ فقال : أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ]
وصوم يوم عاشوراء له مراتب لما رواه مسلم
[ عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال حين صام رسول الله صلى الله عليه و سلم عاشوراء و أمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود و النصارى فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع ] قال : فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه و سلم.
وممن رأى صيام التاسع والعاشر الشافعي وأحمد وإسحاق وكره أبو حنيفة إفراد العاشر وحده بالصوم . والأكمل أن يصوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهو قول أحمد يرحمه الله.
شهر صفر
في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : لا عدوى و لا هامة و لا صفر فقال أعرابي : يا رسول الله فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء فيخالطها البعير الأجرب فيجربها ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : فمن أعدى الأول ؟
و كثير من الجهال يتشاءم بصفر و ربما ينهى عن السفر فيه و التشاؤم بصفر هو من جنس الطيرة المنهي عنها و كذلك التشاؤم بالأيام كيوم الأربعاء و قد روي أنه : [ يوم نحس مستمر ] في حديث لا يصح بل في المسند [ عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم : دعا على الأحزاب يوم الإثنين و الثلاثاء و الأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الظهر و العصر ] قال جابر : فما نزل بي أمر مهم غائظ إلا توخيت ذلك الوقت فدعوت الله فيه الإجابة أو كما قال.
و أما تخصيص الشؤم بزمان دون زمان كشهر صفر أو غيره فغير صحيح و إنما الزمان كله خلق الله تعالى و فيه تقع أفعال بني آدم فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه و كل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤم عليه فالشؤم في الحقيقة هو معصية الله تعالى كما قال ابن مسعود رضي الله عنه : إذا كان الشؤم في شيء ففيما بين أللحين ـ يعني اللسان ـ و قال : ما من شيء أحوج إلى طول سجن من لسان
و في الجملة : فلا شؤم إلا المعاصي و الذنوب فإنها تسخط الله عز و جل فإذا سخط على عبده شقي في الدنيا و الآخرة كما إنه إذا رضي عن عبده سعد في الدنيا و الآخرة قال بعض الصالحين و قد شكي بلاء وقع في الناس فقال : ما أرى ما أنتم فيه إلا بشؤم الذنوب و قال أبو حازم : كل ما يشغلك عن الله من أهل أو مال أو ولد فهو عليك مشؤم و قد قيل :
فلا كان ما يلهي عن الله أنه يضـر و يـؤذى إنه لمشــؤم
فيا أخي في الله قد جائنا صفر
كم ذا التمادي فها قد جاءنا صفر شهر به الفوز و التوفيق و الظفر
فابدأ بما شئت من فعل تسر بـه يوم المعاد ففيه الخير ينتظـــر
توبوا إلى الله فيه من ذنوبكــم من قبل يبلغ فيكم حده العمـــر

حال السلف مع القرآن في رمضان
كان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال و بعضهم في كل سبع منهم قتادة و بعضهم في كل عشرة منهم أبو رجاء العطاردي , وكان السلف يتلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة و غيرها كان الأسود يقرأ في كل ليلتين في رمضان و كان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة و في بقية الشهر في ثلاث , وكان قتادة يختم في كل سبع دائما و في رمضان في كل ثلاث و في العشر الأواخر كل ليلة و كان للشافعي في رمضان ستون ختمة يقرؤها في غير الصلاة و عن أبي حنيفة نحوه و كان قتادة يدرس القرآن في شهر رمضان و كان الزهري إذا دخل رمضان قال : فإنما هو تلاوة القرآن و إطعام الطعام قال ابن عبد الحكم : كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث و مجالسة أهل العلم و أقبل على تلاوة القرآن من المصحف .
أخي الحبيب أما لك من توبة في هذا الشهر العظيم ...؟ ؟ ؟
فإن لم يكن... فمتى ؟ ؟ ؟
يا من ضيع عمره في غير الطاعة يا من فرط في شهره بل في دهره و أضاعه يا من بضاعته التسويف و التفريط و بئست البضاعة يا من جعل خصمه القرآن و شهر رمضان كيف ترجو ممن جعلته خصمك الشفاعة
ويل لمن شفعاؤه خصماؤه و الصور في يوم القيامة ينفخ
رب صائم حظه من صيامه الجوع و العطش و قائم حظه من قيامه السهر كل قيام لا ينهى عن الفحشاء و المنكر لا يزيده صاحبه إلا بعدا و كل صيام لا يصان عن قول الزور و العمل به لا يورث صاحبه إلا مقتا و ردا يا قوم أين آثار الصيام أين أنوار القيام.
هذا عباد الله شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن و في بقيته للعابدين مستمتع و هذا كتاب الله يتلى فيه بين أظهركم و يسمع و هو القرآن الذي لو أنزل على جبل لرأيته خاشعا يتصدع و مع هذا فلا قلب يخشع و لا عين تدمع و لا صيام يصان عن الحرام فينفع و لا قيام استقام فيرجى في صاحبه أن يشفع قلوب خلت من التقوى فهي خراب بلقع و تراكمت عليها ظلمة الذنوب فهي لا تبصر و لا تسمع كم تتلى علينا آيات القرآن و قلوبنا كالحجارة أو أشد قسوة و كم يتوالى علينا شهر رمضان و حالنا فيه كحال أهل الشقوة لا الشاب منا ينتهي عن الصبوة و لا الشيخ ينزجر عن القبيح فيلتحق بالصفوة أين نحن من قوم إذا سمعوا داعي الله أجابوا الدعوة و إذا تليت عليهم آيات الله جلت قلوبهم جلوة. و إذا صاموا صامت منه الألسنة و الأسماع و الأبصار أفما لنا فيهم أسوة ؟ كما بيننا و بين حال الصفا أبعد مما بيننا و بين الصفا و المروة كلما حسنت منا الأقوال ساءت الأعمال فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و حسبنا الله .
يا نفس فاز الصالحون بالتقى و أبصروا الحق و قلبي قد عمي
يا حسنهم و الليل قد جنـهم و نورهم يفوق نـور الأنجــم
ترنموا بالذكـر في ليلــهم فعيشهــم قد طـاب بالتـرنـم
قلوبهم للذكـر قـد تفرغـت دموعـــهم كلـؤلـؤ منتـتظم
أسحارهم بهم لهم قد أشرقـت وخلع الغفـران خيــر القســم
ويحك يا نفـس ألا تيقــظ ينفـع قبـل أن تــزل قدمــي
مضى الزمان في ثوان و هوى فاستدركي ما قد بقي و اغتنمــي
وبعد ذلك إذا انتهي فودعوه بعمل صالح يشهد لكم به عند الملك العلام وودعوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام
سلام من الرحمن كل أوان علي خير شهر قد مضى وزمان
سلام على شهر الصيام فإنه أمان من الرحمـن كل أمــان
لئن فنيت أيامك الغر بغتـةً فما الحزن من قلبـي عليك بفاني
__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamgirl.forumalgerie.net
بنت الاسلام
Admin
بنت الاسلام


المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 17/12/2010

كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف تستعد لشهر رمضان ؟   كيف تستعد لشهر رمضان ؟ Emptyالثلاثاء يوليو 05, 2011 6:55 pm

كيف تستعد لشهر رمضان ؟ M0dy.net-406068_1266961445

و لكمن اراد سماع او تحميل شريط روحنيات صائم ابراهيم بن عبد الله الدويش يتفضل من خلال الرابط التالي

http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=1509

و صلى الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamgirl.forumalgerie.net
 
كيف تستعد لشهر رمضان ؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
بنت الاسلام :: دورها الروحاني :: دورها الإيماني-
انتقل الى: